المقالات

هل تستطيع مصر تلبية احتياجات أوروبا من المواهب التقنية؟

مع اتساع الفجوة في المواهب التقنية في أوروبا، تبرز مصر كحل ذي إمكانات عالية – حيث تقدم فرقًا ماهرة وفعالة من حيث التكلفة جاهزة لدعم الابتكار العالمي.

ابدأ القراءة
مقالاتالعمل عن بعد23 JUN 2025

مشاركة

في عصر يتسم بالتقدم التكنولوجي السريع والتحول الرقمي، لم يكن الطلب على المواهب التقنية الماهرة أعلى من أي وقت مضى. عبر أوروبا، تواجه الشركات تحديات كبيرة في تلبية احتياجاتها من المواهب، مما يؤدي إلى تزايد الاعتماد على الاستعانة بمصادر خارجية (outsourcing) والتوظيف عن بعد (offshoring) لسد نقص المهارات ودفع الابتكار. في هذا المقال، نستكشف كيف تبرز مصر، بنظامها البيئي التقني المزدهر، كحل قابل للتطبيق لاحتياجات أوروبا من المواهب التقنية.

    فهم المشهد الحالي

    يزدهر قطاع التكنولوجيا في أوروبا، حيث تتبنى الشركات في مختلف القطاعات التقنيات الرقمية للحفاظ على قدرتها التنافسية. ومع ذلك، فقد أدت الوتيرة السريعة للتغير التكنولوجي إلى طلب كبير على المهارات المتخصصة، مما أدى إلى نقص في المواهب في العديد من الدول الأوروبية. ونتيجة لذلك، تتجه الشركات بشكل متزايد إلى الاستعانة بمصادر خارجية والتوظيف عن بعد لسد الفجوة والوصول إلى المواهب التي تحتاجها للنمو. على سبيل المثال، يتخصص قسم Octopus التابع لمجموعة Robusta Technology Group (RTG) في بناء فرق تقنية عالية الأداء ومتكاملة للشركات حول العالم. توفر حلولنا المخصصة للمراكز التقنية الوصول إلى أفضل المواهب في بيئة تقارب المسافات (nearshoring) حديثة، حتى تتمكن من الاستفادة من مزايا العمل عن بُعد دون القيود الشائعة.

      تقييم مجموعة المواهب التقنية في مصر

      كيف برزت مصر كوجهة واعدة للمواهب التقنية؟ يعتبر النظام البيئي التقني المتنامي في البلاد والقوى العاملة الشابة والماهرة جزءًا من الإجابة. كما ساهمت عوامل مثل البنية التحتية التعليمية القوية في البلاد، والمبادرات الحكومية لدعم قطاع التكنولوجيا، والتقارب الثقافي نحو التكنولوجيا في صعود مصر كمركز للمواهب التقنية. لقد تضخم مشهد الشركات الناشئة في مصر في السنوات الأخيرة، حيث يكتسب العديد من العاملين في مجال التكنولوجيا المصريين خبرة واسعة في مجموعة متنوعة من الصناعات. تقول منى إبراهيم، المدير العام لقسم Octopus التابع لمجموعة Robusta Technology Group، إن الشركات الأوروبية تسعى للحصول على الجودة والقيمة عندما تتجه إلى مصر للحصول على المواهب التقنية. وتذكر: "نحن نقدم جودة عالية بأسعار تنافسية لأصحاب العمل". وتركز المبادرات الحكومية والشراكات التدريبية مع الشركات والمنظمات غير الحكومية على "تمكين وتعليم المواهب التقنية، وتقديم فرص لهم للتدريب ورفع مستوى مهاراتهم." على سبيل المثال، في الجامعة الألمانية بالقاهرة، يسد العمال الفجوة بين التعلم النظري والتطبيق "العملي" لذلك التعلم من خلال التركيز على مشاريع حقيقية في المنظمات الشريكة. من جانبنا، تستضيف Robusta و Octopus معسكرات تدريب (شبيهة بالتدريب الداخلي) تبدأ في يوليو، والتي ستقدم للمرشحين "مهام عملية" في مسارات تقنية مختلفة بما في ذلك هندسة البرمجيات، وإدارة المشاريع، وتجربة المستخدم (UX) وواجهة المستخدم (UI). تقول ياسمين رضا، مديرة التسويق في RTG: "تجعل Octopus من السهل جدًا على الشركات العثور على فرص أفضل". يتخرج 500,000 طالب في المجالات المتعلقة بالتكنولوجيا من برامج التكنولوجيا المصرية القوية كل عام. لكنهم غالبًا ما لا يجدون وظائف تنتظرهم في بلدهم الأم. تقول ياسمين: "يجد الكثير من الخريجين المتعلمين جيدًا صعوبة بالغة في العثور على وظائف في مصر". "ولكن مع التكنولوجيا والاستعانة بمصادر خارجية، فإن الفرص لا حصر لها تقريبًا. يمكنهم العمل في أي مكان في العالم من راحة المنزل ويمكنهم البقاء مع عائلاتهم."

        المال يهم

        فائدة أخرى لتوظيف المواهب التقنية المصرية هي أن هؤلاء العمال غالبًا ما يكونون أكثر كفاءة من حيث التكلفة. تقول منى: "توظيف المواهب التقنية في ألمانيا، على سبيل المثال، أكثر تكلفة". "عندما تأتي شركة ألمانية إلى مصر للبحث عن المواهب وتقارن الرواتب، فإنهم غالبًا ما يحصلون على أشخاص أكثر تأهيلًا بنفس الراتب أو أقل." "هذا هو أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل العملاء يفضلون التوظيف عن قرب (nearshore) – فهم يحصلون على كفاءات عالية الجودة مقارنة بالتوظيف في بلدهم الأصلي."

          المواهب التقنية المصرية تندمج مع ممارسات الأعمال الأوروبية

          بينما تنمو مجموعة المواهب التقنية في مصر بسرعة، قد تتساءل الشركات الأوروبية عن جودة ومستوى مهارات القوى العاملة مقارنة بالمعايير الأوروبية. وبينما تفتخر مصر بثروة من المواهب في مجالات مثل تطوير البرمجيات، والهندسة، وتكنولوجيا المعلومات، إلا أن هناك مجالات للتحسين، لا سيما فيما يتعلق بالمهارات المتخصصة والخبرة في المجالات المحددة. هنا تكمن أهمية الشراكات القوية. تعمل RTG وOctopus عن كثب مع شركائنا الأوروبيين في مجال الأعمال. وعلى الرغم من أننا نقدم حلولاً متكاملة للقوى العاملة وامتثالاً كاملاً (بما في ذلك خدمات كشوف الرواتب وصاحب العمل المسجل)، إلا أننا ندمج أنفسنا أيضًا مع شركائنا. لقد رأى شركاؤنا، مرة تلو الأخرى، أنه مع الاستثمارات الصحيحة في مبادرات التعليم والتدريب ورفع المهارات، تمتلك القوى العاملة التقنية في مصر القدرة على تلبية المعايير الأوروبية بل وتجاوزها. تتمتع Octopus بالفعل بعلاقات قوية في ألمانيا وسويسرا؛ فلدي مؤسسي الشركة، على سبيل المثال، صلات بالجامعة الألمانية بالقاهرة. وبسبب النطاق الدولي لمبادرات التدريب المصرية، غالبًا ما يتمتع المرشحون لوظائف بدرجة عالية من الكفاءة في اللغة الإنجليزية (مما يعني أنهم يندمجون بسلاسة أكبر في الفرق الدولية). في الواقع، معظم العمال الذين أكملوا شهادة تقنية مصرية أو مسارًا دراسيًا سيكونون قادرين على التحدث باللغة الإنجليزية و (في بعض الحالات) الألمانية أو الفرنسية أو "لغة مشتركة" أخرى. تُعد مصر جذابة أيضًا لأن الشركات الأوروبية ينتهي بها المطاف بالعمل مع أعضاء فريق لا يختلف توقيتهم كثيرًا. برلين والقاهرة تبعدان ساعة واحدة فقط، على سبيل المثال. يأتي التعهيد التقليدي (إلى أماكن مثل الهند أو الفلبين) مع اختلاف كبير في التوقيت يمكن أن يجعل العمل التعاوني صعبًا.

            دور التعليم والتدريب

            يلعب التعليم والتدريب دورًا حاسمًا في تطوير قوة عاملة تقنية ماهرة قادرة على تلبية متطلبات الاقتصاد الرقمي. في مصر، تُبذل الجهود للاستثمار في برامج التعليم والتدريب التي تهدف إلى رفع مستوى مهارات القوى العاملة وتأهيلها لتلبية احتياجات صناعة التكنولوجيا. تُساعد المبادرات مثل معسكرات تدريب البرمجة، وبرامج التدريب المهني، والشراكات بين الجامعات وشركات التكنولوجيا على سد فجوة المهارات وإعداد المواهب التقنية المصرية للسوق العالمية. تقول منى إن الجاذبية للبلدان الأوروبية تكمن في حقيقة أن "مصر لديها تنوع في المواهب التقنية من الجامعات الحكومية والخاصة المتخصصة في أشياء مثل علوم الكمبيوتر. والفائدة الثانية هي أن هذه المواهب التقنية بمستويات مختلفة من الخبرة والمؤهلات موجودة في القاهرة وفي جميع أنحاء مصر" وهي قادرة على العمل عن بُعد. كما أن لديهم تعرضًا لمجموعة واسعة من الصناعات والثقافات.

              فرص التعاون والشراكة

              يقدم التعاون والشراكة بين الشركات المصرية والأوروبية فرصًا مثيرة لمعالجة نقص المواهب التقنية ودفع الابتكار. من خلال الاستفادة من النظام البيئي التقني المتنامي في مصر وخبرة وموارد الشركات الأوروبية، يمكن لكلا المنطقتين الاستفادة من تبادل المعرفة، ونقل المهارات، وزيادة التعاون الاقتصادي. يحمل التعاون عبر الحدود إمكانية خلق فرص جديدة للنمو والتطوير مع تعزيز الروابط بين المنطقتين.

                التحديات والاعتبارات

                على الرغم من الفوائد المحتملة للتعاون، هناك تحديات واعتبارات يجب معالجتها، بما في ذلك الاختلافات الثقافية، والعقبات التنظيمية، والتحديات اللوجستية. يتطلب بناء شراكات ناجحة فهمًا عميقًا لممارسات الأعمال والقيم والتوقعات لكل طرف، بالإضافة إلى الالتزام بالتغلب على العقبات وإيجاد أرضية مشتركة. ومع ذلك، بالمثابرة والعقلية التعاونية، يمكن التغلب على هذه التحديات، مما يمهد الطريق للنجاح المتبادل. يقدم النظام البيئي التقني المتنامي في مصر فرصة مقنعة للتعاون والشراكة لتلبية احتياجات أوروبا من المواهب التقنية. بفضل قواها العاملة الشابة والماهرة، وسياساتها الحكومية الداعمة، وقطاع التكنولوجيا المزدهر، تحتل مصر موقعًا جيدًا للعب دور مهم في معالجة نقص المواهب في أوروبا ودفع الابتكار على نطاق عالمي. مع مجموعة كبيرة من المهنيين المتعلمين والمتحمسين، لقد رأينا أن مصر لديها القدرة على تلبية احتياجات أوروبا من المواهب التقنية. من خلال الاستثمار في التعليم، وتعزيز التعاون، واحتضان الابتكار، يمكن لمصر وأوروبا بناء مستقبل أكثر إشراقًا معًا في العصر الرقمي.


                  Dina AshrafSenior Talent Acquisition Partner - Robusta Studio

                  starمقالات ذات صلة

                  اكتشف مقالاتنا ذات الصلة التي قد تهمك.

                  كيف تبني مركزك التقني في بلد آخر

                  العمل عن بعد

                  كيف تبني مركزك التقني في بلد آخر

                  المواهب التقنية في مصر: استقطاب الكفاءات من منطقة واعدة

                  العمل عن بعد

                  المواهب التقنية في مصر: استقطاب الكفاءات من منطقة واعدة

                  التوظيف العكسي: مُغير لقواعد اللعبة في استقطاب المواهب

                  التوظيف

                  التوظيف العكسي: مُغير لقواعد اللعبة في استقطاب المواهب

                  هل تستطيع مصر تلبية احتياجات أوروبا من المواهب التقنية؟

                  العمل عن بعد

                  هل تستطيع مصر تلبية احتياجات أوروبا من المواهب التقنية؟

                  كيف استخدمنا التكنولوجيا لتعزيز عمليات الموارد البشرية لدينا

                  الأتمتة

                  كيف استخدمنا التكنولوجيا لتعزيز عمليات الموارد البشرية لدينا

                  بناء فريق عمل قوي للشركات الناشئة: نصائح لرواد الأعمال في دول مجلس التعاون الخليجي

                  التوظيف

                  بناء فريق عمل قوي للشركات الناشئة: نصائح لرواد الأعمال في دول مجلس التعاون الخليجي

                  طلاق العنان للنظام البيئي التقني في مصر: الإمكانات غير المستغلة للشركات العالمية

                  التقنية

                  طلاق العنان للنظام البيئي التقني في مصر: الإمكانات غير المستغلة للشركات العالمية